لاينكر أحد أن الاتحاد السعودي لكرة القدم حرص في السنوات الأخيرة وبالتحديد مع بداية هذا الموسم على تطوير المسابقات الكروية المحلية سواء من خلال استثمار الدوري فضائياً مما قدم دعماً مالياً كبيراً للاحتراف وللأندية ولحوافز البطولات المالية أو من حيث إدخال تعديلات في شكل وتنظيم الدوري بإلغاء المربع الذهبي بعد 17 سنة والعودة لنظام النقاط.
والواضح أن أمانة اتحاد الكرة في زحمة التعديلات والتغيرات الإيجابية قد فات عليها نقطة مهمة جداً أكل عليها الدهر وشرب منذ انطلاقة الدوري الممتاز في عام 1397هـ وهي وضع جدول الدوري على طريقة (ضد عقارب الساعة) لدرجة أن الأندية والجماهير أصبحت تعرف جدول الموسم الجديد مع نهاية الموسم المنصرم.. ولا أدري ما الشيء الذي يلزم أمانة الاتحاد بالاستمرار على هذه الطريقة العقيمة التي ربما كانت مقبولة في التسعينيات ولكنها من المفترض أن تُلغى دون عودة مع كثرة مشاركات الأندية السعودية الخارجية عربياً وآسيوياً وخليجياً.. فلماذا نتمسك بطريقة ولايطبقها أي اتحاد كرة في العالم، فهناك أكثر من طريقة لوضع جدول الدوري منها القرعة، وهناك ما هو أفضل من القرعة بأن يُوضع جدول موجه على طريقة قرعة البطولات العالمية والكبيرة بحيث يتحكم اتحاد الكرة في تحديد المباريات ومواعيدها على الجدول الجديد خاصة أن مواعيد العربية والخليجية والآسيوية أصبحت معلنة من خلال روزنامة رسمية وان الأندية السعودية التي ستشارك فيها معروفة ومعلنة ومع ذلك في كل موسم نصر على ضد عقارب الساعة الذي أصبح ضد تطور الدوري السعودي.
أنا شخصياً ضد نظام طريقة عقارب الساعة لأنها تضع اتحاد الكرة في مشكلة هو الذي تسبب فيها بنفسه لأن أمانة الاتحاد تستطيع بسهولة تفادي تأجيل المباريات إذا ما طبقت نظام الجدول الموجه حسب ظروف المشاركات ومواعيدها والأمثلة على ذلك كثيرة.. ولن أذهب بعيداً، فالنصر كان من المفترض أن يقابل الهلال مساء أمس الجمعة في ديربي منتظر فجاء التأجيل بأيدينا، وكان مشاركة الهلال في الخليجية جاءت بالمصادفة أو مفاجأة لاتحاد الكرة.. وقبلها الأهلي والاتفاق في جدة والتي تأجلت 20 شوال بعد عيد الفطر، وكل عيد وأنتم طيبون.
مثال آخر أكثر درامية وهو تأجيل مباراة الأهلي والهلال الدورية المقرر لها التاسع من شهر رمضان في جدة إلى 11 صفر في عام 1429هـ لمشاركة الهلال الآسيوية وكل عام وأنتم بخير.. من يتصور أن مباراة تتأجل 6 أشهر.. أتصور أن هذا شيء لايحدث إلا في الدوري السعودي.. وكذلك تأجيل الوحدة والهلال في مكة والمقرر لها 14 رمضان تأجلت هي الأخرى إلى 11 محرم من العام المقبل.
ولعل جماهير الكرة السعودية تذكر كثرة التأجيلات التي طالت مباراة الأهلي والاتحاد في الدوري الماضي لدرجة أنها قذفت إلى الجولة الأخيرة وفقدت أهميتها الإعلامية والنقطية، وخسر الفريقان الدخل وبأيدينا أيضاً حولنا مباراة بين الأهلي والاتحاد إلى مباراة هامشية وتحصيل حاصل.
ولأننا (نزنق) أنفسنا بأنظمة بالية فإن مباراة الاتحاد والأهلي في الدور الثاني من الدوري الحالي قد تم تقديمها من 5 ربيع الأول 1429هـ إلى السابع من محرم بسبب مشاركة الفريقين الآسيوية.. وهذا أكبر دليل على أننا نخلق المشكلة ثم نفكر في حلها.
ولأننا كإعلام رياضي وأقولها بصراحة بأننا (ننفخ في قربة مخروقة) لأن أمانة اتحاد الكرة ترى أنها أكبر من أن تطبق اقتراحاً صحفياً، فالفجوة كبيرة بين الإعلام وأمانة الاتحاد والدليل أن الأخ العزيز فيصل عبدالهادي كان يرد على اتصالات جميع الصحفيين قبل المنصب.. وبعد منصب الأمين أصبح لديه هاتفان متنقلان الأول لايرد عليه تحت بند خدمة موجود والثاني خاص بالمسؤولين والصحفيين المقربين.
أعرف أن فكرة إلغاء نظام عقارب الساعة من الصعب أن يطبق هذا الموسم، ولكن أتمنى أن يطبق في الدوري المقبل، ولكن لقد اسمعت لو ناديت حياً.
الثلاثاء ديسمبر 08, 2009 12:55 pm